وقال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم يا أبا حازم ما لنا نكـره الموت فـقال لأنكم عمرتم دنياكم وخـربتم أخراكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب قال كيف الـقدوم على ا لله عز و جل فـقال يا أمير المؤمنين أما المحسن فكالغائب يأتي أهله فرحا مسرورا وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مـولاه خائفا محزونا0 وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه ويحك يا يزيد من ذا الذي يصلي عنك بعـد الموت من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت من ذا الذي يرضي عنك ربك بعد الموت ثم يقــول أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ويا من الموت موعده والقبر بيته والثرى فراشه والدود أنيسه وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف يكون حاله ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه